الثلاثاء، 31 مايو 2011

مدرسة المشاغبين بطولة منال الشريف ومحمد المنجد وآخرين ..




_








تأملت أحداث حملة قيادة المرأة للسيارة ، وردود الأفعال حولها
ولقيت الشخصيات المرتبطة فيها تشبه شخصيات أبطال مدرسة المشاغبين
لكنها مدرسة مشاغبين ( حقيقية ) !

نبدأ أولاً بمنال الشريف







تشترك مع دور المعلمة في مدرسة المشاغبين في أنها شخصية مثقفة ومهذبة وجادة وعندها هدف تطمح تحققه في بيئة متخلفة
عانت من هالبيئة وهالمشاغبين وتبهذلت بسببهم

تستخدم أسلوب جاد محترم ، وفيه كمية إصرار كبيرة

" لو سمحتو كل الحكاية إنا احنا حنسوق "





وهنا تجي ردة الفعل من محمد المنجد واللي يشبه شخصية عادل الإمام في دور بهجت الأباصيري ؛ رئيس الشلة والعقل المدبر فيها

يسخر من منال ومطالبها ويستهتر
" لا وواسقة من نفسيها أوي "


ولماّ ما يكون عنده رد ، يرمي الكلام ويفسّق خلق الله بفيديو على اليوتيوب ويمشي :
"هذه الفاسقة "
=
" دول ناس صايعة يا عم "





مرسي الزناتي اتهزم يا ( Mens )

بما أن المنجد المخ ، فأكيد رئيس التكافل الأسري غازي الشمري هو العضلات
وهو الذي أبدى أمنيته بجلد منال الشريف بسوق النسائي .. مثله مثل سعيد صالح في دور مرسي الزناتي ؛ متعود على البلطجة في الحارة ..


لكن ما ننسى أن مرسي في المسرحية زوّد الهياط حبتين لين كسَرت يدّه المدّرسة


ونفس الحال مع غازي الشمري ، كان يطالب بجلد منال بسوق نسائي ، ولما شاف العالم قلبت عليه ، تراجع عن هذه المطلب

والآن ما له ( حس ) !
يبدو أن لسانه مقطوع من (لغاليغوه )






يونس شلبي بدور منصور اللي عاجز يصفّ كلمتين تكون جملة مفيدة
يذكرني بناصر العمر
كان طوال الأحداث يحاول يوصل لنا معلومة ( تبدو ) مفيدة ، لكنه يخلط سواليف الأولين بالآخرين :
" مش دول اللي بيعملوا مظاهرات بالتسعينات ولا مين اللي عملها .. أمريكا مش عاوزة البترول بتاعنا ولا مين اللي عاوز ولا فيه ايه .. هو ده مخطط تغريبي ؟ ولا مين التغريبي ولا ايه الحكاية بالزبط .. مش مذيع قناة العالم هو اللي عملها لك ولا انتا اللي عملتها له ولا ايه .. قول البتاعه اللي عملتها ببؤك ... قول .. قول انا عارفها بس الحكومة مش واخدة بالها مني "

أنا عاوز جملة مفيدة !!!

.


- ملاحظة ختامية

حاولت ألقى تسجيلات ولا صور لخطيب جدة المحمادي
واللي وصف منظمات الحملة بالعاهرات ..
بس الظاهر إنه مجرد كومبارس في المسرحية ، وعامل ( قلق )
.
.

الخميس، 31 مارس 2011

احتراق




جلس بالقرب منها ، ثم ألقى بهذه الكلمات :

" أحب الجلوس بقربك ، أحب الحديث معك ، يروق لي حالنا يوم أنفعل ، فأصرخ في وجهك ، متصنعاً الغضب من غياب منطقك . أحب تفاديك إياي حين أصرخ .. أحب هذه الحركة الأنيقة منك .. أحب أكثر يوم تعودي بعدها لي حين أهدأ ، فتقتربي بدلال يشعرني بتأنيب الضمير .. أتأسف منك بعدها .. فتسيل دمعاتك لتقتلني ، فأحبك أكثر .. وأكثر ..


لكنك ما تنفكي تعيدي الكرٌة .. تعلمين ما يغيظني منك .. تعلمين أني أكره هؤلاء الأوغاد من حولك .. الأوغاد المتشحون بالبياض .. أكرههم لأني أعلم سواد قلوبهم جيداً ولا تعلمين .. أرى نظراتهم الجائعة لك .. أجدهم أحياناً يحومون كالضباع حولك .. يريدون احتلال مكاني .. يريدون الاقتراب من أنفاسك .. كما أفعل الآن .. يريدون أن يستمتعوا بك كما أفعل .. هذا الكلب قصير القامة بالذات .. سأقتله يوماً .. كل شيء فيه بغيض .. رداؤه القصير يتدلى إلى ركبتيه بشكل مقزز .. حذاؤه الأبيض يبدو منتفخاً متضخماً يثير الاشمئزاز .. ! ابتعد يا كلب .. يا قبيح ..


ها أنت تتفاديني مرة أخرى ! لم أكن أصرخ في وجهك هذه المرة ، كان غضبي متفجراً تجاه من حولك .. وكانت رسالتي ألا تتمايلي أمامهم كما تفعلين معي .. ألا تبعثي الحنان والسكينة .. والدفء إلا معي .. أنت لي وحدي .. وأنا لم أقترب إلا منك .. ولم أبحث عن سواك .. ولن ترضي أن أجلس قرب غيرك .. أليس كذلك ؟ أرأيتي هو عهد ضربناه بيننا .. لنلتزم به قبل أن أضرب قفا هذا الكلب المستفز ..!



حسنٌ ، لأهدأ ، ولتسكني قليلاً .. دعيني أحدثك عن جمالك حين تسكنين .. عن راحتي معك .. هي أجمل اللحظات .. يوم أغمض عيناي ، وتنتظم أنفاسي .. وأقترب .. حتى أشعر بكمية كبيرة من الدفء والطمأنينة تحيط بي .. الأجمل أنها هي كل ما لديك .. وما يجعلني أرقص سعادة بها هو أنك قدمته لي .. لي أنا فقط .. ودون مقابل أو ضمانات ..

جميلٌ الإحساس يوم تعرف أن الشريك قد أعطى كل ما لديه .. سيءٌ عندما تشعر أنه يحرمك من شيء لأي سبب كان .. شريكٌ بخيلٌ هذا !
أنتِ معطاءة ، بذلتي ما تملكين .. وأتمنى أني أسعدتك كذلك ..

لكن كرمكُ زائد ، غير محسوب العواقب ؛ منذ حضورك ، وجاذبيتك تملأ المكان ،  وتعمل عملها في عقولهم وقلوبهم السوداء .. عطرك فاح .. وأتعبني تخيل منظر أنوفهم وهي تستنشقه .. تخيل الرائحة وهي تضرب عالياً في عقولهم الفارغة .. تخيلت الخدر الذي سيبدو على عيونهم .. لا تلوميني .. فغيرتي بدأت بظلالك أصلاً ..

 طلبت منك الانتقال بقربي .. التنعم بما لدينا من قواسم مشتركة ؛ أنت تبعثين الدفء والحنان ، وأنا أوفر الحماية والأمان .. اتفقنا ؟ ما أجمل رقصتك هذه حين تسعدي بما نتوصل إليه من حلول ..

يا للسماء ! يبدو أن آخرين أيضاً سعدوا بما رأيت منك الآن .. ألا حل جذري مع هؤلاء ! لا .. لا أستطيع أن أتمالك نفسي .. الأسنان الناخرة التي يظن أصحابها أنهم يبتسمون تثير غيظي .. أغلق فمك عليك اللعائن .. ! هي حبيبتي أنا .. لا أدل على ذلك من قربي منها .. ألا ترون ضآلتها ؟ ألا ترون سعادتها معي ؟ ألم تلاحظوا جزعها من قربكم منها الآن ؟ لقد خُلقت لي أنا .. لي أنا يا كلاب .. يا كلااااب "

فغرق المكان في ظلام دامس .

الأربعاء، 16 مارس 2011

Self Pity


 


" أكتب الآن في نفس الوقت الذي أعلنتَ فيه الفراق ، بالضبط بعدما توقف آخر شهيق من نشيجي الذي استمر طوال الليل . أعلنتُ تمردي على كل شيء .. حتى على حياتي .. أعددت لنفسي موتة هادئة ؛ أحضرتُ حبلاً من فناء منزلنا . أهلي نائمون الآن ، سينتهي كل شيء بلا أدنى ضجيج ، ربما في الصباح سيختلف الوضع ، لكن المهم هو الآن ، أن أتغلب على الضجيج الذي في داخلي ، والذي سيقودني للجنون ..


أفضل الموت على الجنون .. المجنون سيظل يحمل قلباً يتألم ، وجسداً يُجرَح ، ربما لا عقل له ، لكن يبقى إنسان من لحم ودم وروح .. هذه الروح هي ما تؤلمني يا حبيبي ..


حبيبي .. ! استميحك العذر في كسر القاعدة التي اتفقنا عليها : الفراق ، وإيقاف هذا العبث .. ومن العبث - كما تقول - أن أناديك حبيبي .. بالطبع أنت من أسماه عبث ، لأنك قد قررت فجأة ، أن "تتغير" .. وتصبح إنساناً آخر لم يعد يرغب بالمزيد ..

المؤلمُ أني كنت معك أمة مطيعة دائماً .. كنت أمة لأني سُلبتُ حقي في قول "لا" يوم اقتحمت أسواري .. كنت أغلق الأبواب بصعوبة .. بصعوبة لأني منهكة من الزمن .. مريضة من سموم المجتمع . كنت أسألك الرحيل باستمرار .. كنت أعلنها أكثر من مرة بأني إنسانة " غير " ، ولا أرغب بالمزيد .. كما فعلتَ معي ، لكن لم تستمع لي . لم أكن اطلب منك الانتحار كما سأصنع الآن . فقط رجوتك أن تبتعد عني ..

تجاوزتَ خطي الأحمر القديم .. خط كنت أفخر به ، وأقدمه عند كل معارفي كطفلي الذكي . لقد شُلَ هذا الطفل الآن .. شللاً كاملاً .. لم أعد أتواصل وإياه إلا بالدموع .. فهي وحدها تخبرني بجوعه وعطشه وحاجاته .. ولومه !

لم أعد أفيد طفلي بشيء الآن ، وأنا أمتُك .. أرى بعين الخيال وجهك وهو ينقبض من هذا الوصف .. لكن هو كما قلتَ لك حرفياً : كنتُ أمتُك ؛ لم أحسن التعامل مع قلبي .. فأهديته لك بدون أية ضمانات .. قطعتُ على قلبي كل خطوط الرجعة .. ولم أنتظر منك إعادته .. لأني وثقت بحسن تعاطيك معه . قد قلت في نفسي مرة " فيم أريده ؟ الجسد واحد - على غرار الجيب واحد هه " .. لم يخطر لي على بالٍ أن هذا الميثاق قد يسقط .. وينتهي تاريخه في لحظة يحددها " مزاجك " ..

انتهى تاريخ الميثاق ، ودستَ على قلبي عند أشد أوقاتنا حساسية .. أتذكر تقاسيم وجهك التي انقلبت رأساً على عقب ؛ انعقاد حاجبيك ، زم شفتيك ، ضيق عينيك .. كل هذا بعدما دككت آخر حصوني التي ظننتها يوماً منيعة .. نهضتَ من عندي حبيباً آخر تماماً ؛ جاف ، بارد ، وقاس كالصخر .. أصلحتَ من هندامك دون أن تسمح لي بالمساعدة .. ثم أوليتني ظهرك ، كما أوليتني قسوتك .. حملتَ "عقالك" بيديك الاثنتين ، ونصبته على رأسك باعتداد ، كما ناصبتَ مشاعري العداء !

ألقيتَ علي نظرة أخيرة .. فرأيتني وأنا في أضعف أحوالي .. ملتحفة بالكامل بالغطاء .. ما عدا عيناي .. عيناي اللتان تسقيان الغطاء بدموع لم تثر في نفسك أي شفقة .. فأكملت طريقك .. وخرجت دون تحية حتى .. لم تحضر انهياري وقتها .. لم تسمع صرختي الطويلة التي آذت أحبالي الصوتية .. لم تر الدماء التي لطخت جبهتي بسبب تهوري وضرب رأسي بالمرآة الكبيرة بغرفتي ..

تجاهلتني تماماً .. وهذا يؤذيني كما تعلم .. روحي تتآكل ؛ والسبب هو بعد قلبي عني .. وقلبي ملكك .. لا أستطيع استرداده !

أرأيت ؟ لم يكن قرار الانتحار أحمقاً كمثل قرارات البعض .. لن انتحر بسبب خسارة مادية .. فالمال يستمتع به الجسد فحسب .. والجسد سيعمل ليعيد أضعاف ما خسره .. ولن انتحر بسبب فضيحة أخلاقية ؛ فالنسيان كفيل بذاكرة الإنسان . إنما أنا أفعلها بسبب خسارة لا تعوَض : قلبي .. لا قلب لدي كما لدى كل الناس .. لا روح .. لا جسد .. فلم البقاء ؟
أكتب هذا النداء الأخير .. كي تنقذني .. كي تسعفني بقلبي .. كي تعود إلي . "


* إلى : حبيبي
* تم الإرسال ... تم تسليم الرسالة
نقرت أصابعها على الطاولة ، مرت دقائق عدة ... لا رد .
تناولت الهاتف مرة أخرى ، وتوجهت للرسالة : إعادة إرسال .. ثم وضعت رقماً آخر .

 

السبت، 12 مارس 2011

خــلوها تـختم




حاولتُ أن أصلَ إليكم ، وأوضحَ ما التبسَ عليكم ، لكنكم تجاهلتموني ؛ غلقتم الأبواب والنوافذ في وجهي ، وجعلتم على مكاتبكم مدراءَ مكتب ، وللمدير مكتب مدير مكتب ، ثم اتخذتم لأنفسكم مستشارين يُجَدولونَ مواعيدي لتُصبحَ في نفس أوقات اجتماعاتكم .. حتى استُنفِدَت مني جميع الحيل ، ولم يتبقَ لي غير وسيلة وحيدة ..

تعرفتُ على أحدكم ؛ عضوٌ مبتدئٌ في مجال البوح يبدو ، وامتلك الحق في نثر سطوره بين أيديكم . هو مثلكم لا يختلف ، لديه مكتبه المغلق ، وبابه الموصَد .. لكن له ما يميزه ؛ فهو يستقبل الشكاوى أثناء نومه ! فعلاً بلا مزاح .. أستطيع الدنو من أحلامه ، وبثَ ما أريد ، ثم إذا استيقظَ هو ، يحول رسائلي إلى كلماتٍ تحتلُ متصفحاتكم ..

ألم تتعرفوا علي بعد ؟
أنا المظلومُ الذي اتهمَ بالظلم .. أنا الأمين الذي رُميَ بالخيانة .. أنا الوطني الذي ألبستموه ثوب العمالة .. أنا صاحب القضية الشريفة التي لاكتها ألسنتكم .. وتجاذبتها صفحاتكم دون تثبت .. أنا أبوها .. !
ما بالكم أيها الشعب ؟

عهدي بكم ذالك الشعب المؤدب الحبيب ، ذو الأخلاق الوطنية .. الذي لا يكاد يصدرُ عنه صوت سوا صريرُ القلم الجاف وهو يوقع ذلك المعروض الجميل اللطيف . .


يا سلام على الزمن الماضي .. زمن العزة والكرامة .. أين أين أيام الهناء .. يوم كنا نعيش حياتنا كمسئولين حقيقيين ؛ نمارس أدق التفاصيل المفيدة ، وبكامل حريتنا ، نأكل مما أنزله الله لنا من السماء ، فلا نقول : لا .. كيف نرفض .. وهي هبة من الرب ؟ نعوذ بالله من كفرِ النعم ..

كنتم في رغد من العيش أيضاً ، أنا متأكدٌ من هذا .. كنتم سعداء .. وهادئين ..

لكن الآن .. آه من عبثكم الآن آآآآه .

أصبحتم مترصدين وحشيين .. لا ترقبون في مسئول إلاً ولا ذمة .. تدعون أنكم تحاربون الفساد .. وكل الفساد في ما تفعلون ..
ألم تعلموا أنكم تقفون في وجه قضية دينية وطنية عليا ؟ لا أظنكم تفقهون ذلك ، فأنتم تتمركزون في مصاف دهماء الناس وعامتهم .. يحرككم فكرٌ جمعيٌ بقيادة مراهقو "الفيسبوك" و"التويتر" ..

لن أخوض في تفاصيل قضية ابنتي ، فالكل يعرفها – أعني القضية طبعاً .. لكن سأحيلكم لبعض المعاذير من وراء فعلتها ، سأشرح لكم بعض الأسباب والمبررات الخافية ، عسى أن تكون رادعةً لكم عن الخوض فيما يخصنا في المرة القادمة ..


يقول نبينا " ما رأيت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء " ، وابنتنا كما تعلمون من دار علم وتقوى ، ولن ترضَ بحالٍ أن تخالط رجالَ تلك الجامعة ، تنظرُ لـ "مايك " وينظر لها ..

أترضون هذا لأخواتكم ؟ لبناتكم ؟ لجداتكم ؟
فأنا كذلك لا أرضاه لابنتي ، وسأفعل ما يلزم كي أفصل الفاتن عن المفتون . فأحبوا لي ما تحبون لأنفسكم ..

" إنما الأعمال بالنيات " ، ونية ابنتي من طلب التصديق على شهادتها وطنية خالصة ، فهي تحلمُ بخدمة المجتمع عن طريق تولي إدارة إحدى جامعات البنات ، فتسهر على راحة الطالبات ، وتفتتح العديد من المشاريع التعليمية ، ثم لا بأس في نهاية اليوم أن أجلس وإياها بعد تناول العشاء ، لنقرأ ما تستحقه ابنتي من الثناء العظيم ، الذي تمتلئ به المنتديات الجامعية ..


ولا ننس أن مقولة " العرق دساس " صحيحةٌ جداً ، وسارية المفعول حتى الآن . فعائلتنا اشتُهرَ عنها منذ عشرات السنين ، تولي المناصب الوزارية الكبرى . فمن هذا الباب – باب العرق المدسوس في ابنتي أعني – هي جديرة بالمنصب الحلم ، وتستحق – لروح الإدارة في داخلها - أن تتوج كإحدى "طويلات" الأعمار .. ولن يقف في طريق نهضة بلادنا " ختيمٌ " أسود .


أيها الشباب والشابات :

ألم تسألوا أنفسكم ، لمَ هذا التوقيت المريب ؟
ألا يوجد في القرون الماضية ، والأجيال ، والسنوات ، والشهور ، والأسابيع ، والأيام ، مساحة كي تمارس فيها طهوريتك أيها الشقي المعزول ؟
" حبكت " الآن ، كي تفضح شئوننا الداخلية ، وتحتسب على رأسي ورأس ابنتي ..؟ ها قد نلت جزاءك ؛ جزاء كلُ مفسدٍ في هذا البلد . فماذا استفدت ؟

لسنا أغبياء بدرجة كافية ، وإننا نعلم أن ما راء الأكمة ما وراءها ، فأناشدكم أن تستيقظوا من نومكم ، وتتنبهوا لما يُدار في الخفاء ضد أمن بلادكم ، ومستقبل أخواتكم الطالبات .. فالموضوع واضحٌ أن خيوطه قد نُسجَت من غرفةٍ مظلمةٍ في تل أبيب ، وبإشرافٍ مباشرٍ من البيت الأبيض ، وهدفه ضرب الاستقرار ، عن طريق الهجوم على صمام الأمن لهذه البلاد : ابنتي وشهادتها ، وختمها ..

يتذرعون بمبدأ إقامة العدل ، ويحشون كلامهم بالمقدس من القول كقوله : " لو أن فاطمة بنت محمدٍ سرقت ، لقطعت يدها " ، وتلك " طعطعة " نميز نبرتها .. وندركُ أهدافها ..

لا أخفيكم أن غبار القضية قد تلاشى تقريباً ، لكنهم ما زالوا يخططون لإعادة بثها من جديد ، وتصعيدها على أعلى مستوى ، للمطالبة بالقصاص من ابنتي ومن المسئولين عنها . وإني بهذه المناسبة ، أحذركم من فتنة عظيمة لا مكان فيها لـ" ابن لبون " واحد ، بل الجميع ضروعاً تُحلَب ، وظهوراً تُركَب . .

أحذركم من مخططات تنظيم القاعدة ..
ستثأر القبائل من بعضها البعض.
و " مفيش" بترول ..
وستأكلون حبوب هلوسة أيضاَ .

لا .. لا .. أنا كلي ثقة في شبابنا ، الشباب الذكي ، الوطني الجميل .. أحييكم أيها الشباب من هذا المكان بجانب رأس هذا العضو الذي أوشك على الاستيقاظ ، وأتمنى أن تمارسوا عاداتكم في إنشاء الحملات الشعبية المفيدة .. فإن لكم باعاً في هذا ، لتكن حملةً لبلادكم هذه المرة .. أيها الشباب : يا روح الأمة .. الوطن يناديكم .. الأمن يرجوكم .. الاستقرار يتوسل إليكم .. مستقبل تعليمنا يستجير بكم .. لتنشئوا حملة مضادة لحملتهم ، شعارها :

"خلوها" تختم 

الخميس، 24 فبراير 2011

أجزاء مفقودة

.
.


آهٍ يا2011 .. ! زحفُكَ عاصفٌ ، أتخمتَ أوقاتنا بما لم نتوقع ، فأشهدتنا على تهاوي برجين عتيدين ، واغتصاب عروسٍ حجازيةٍ فاتنة . سخِرتَ من توقعاتنا السياسية ، وما زلتَ .. ! صنعتَ منا "فلاسفة" الزمان ، فاختلطت سطورنا ، وتداخلت أصواتنا ، محللة ، وناسجةَ للحلول والرؤى .

ليس هذا فحسب ، يا 2011 ، فبعد أن أشعلتَ قاعاتِ الضيافةِ الملكية ، وشاغبتَ في ميادين الغضب ، وانجرفتَ مع سيول الفساد ، انتهيتَ إلى مغازلة عقلي الباطن بملايين الرسائل الإيحائية .. !

فها أنا ذا بسببك قابضٌ على سماعة هاتفي ، منصتٌ لرنينٍ متقطع ، انتظر تحية الإسلام من معبر المنامات ، لأقصصَ عليه حُلمي المتكرر الغريب ، الغريبُ في تناقضه ؛ فهو كابوسٌ دموي من جهة ، وطريفٌ لكمِ التفاؤل الذي يحمله من جهة أخرى :
رأيتُ فيما يرى النائم ، أن قنبلةً انفجرت بإحدى المدن ، وخلفت نتيجةً كارثية لم أعلم حجمها حتى زرتها برفقة العمدة . لم تكن لي وظيفة معينة معروفة في هذا الحلم . كانت المدينة من بعيد أشبه بطبق شكشوكة ناضج .. ! امتزجتِ الجسور المتهالكة بالسيارات ، والمباني بقاطنيها ، حتى لم نعد نفرق بين لون ورائحة الحياة من غيرها ..

دخلنا مركز المدينة بسيارتنا ، نتفقد المآل . تنبهنا على أنينٍ جماعيٍ يصدر من الجهة الشرقية ، أدرنا المقود ، ثم زدنا قوة الإضاءة كي تخترق العاصفة الترابية حولنا . الآن على مد بصري ، يرقد مجموعة من سكان المدينة ، مصابين بشدة .. ! فهذا قد فقد عيناً ، وذاك قدمٌ بكاملها ، وهذا قد شُلَ حتى لم يعد يستطيع تحريك رأسه .. اقتربنا منهم ، والعمدة يردد جملة " لا باس لا باس .. الأمور بتزين " ..

رفع العمدة ثوبه ليجلسَ عند من فقئت عينه . ربت على رأسه :
- أنت بنعمة عظيمة ، لديك عينٌ كاملة ، بينما غيرك قد فقد عينين اثنتين .
* ايه والله .. ! الحمد الله .. الحمد الله أن جعلتني أفضل حالاً من غيري ممن ذهبت حياتهم وحياة عائلاتهم .. طـ .. طـ .. طيب ما فيه إمكانية تعوضني عن عيني ؟
- لا.
* أجل الحمد الله .. الحمد الله .. والله إني بنعمة .. عين كاملة مدورة وسليمة وذات جفن ، ورموش لم ينقص منها رمشاً واحداً ، أنظر بها كما أشاء .. ! الحمد الله .. ثم إن هذا يبدو وكأنه درس من رب العالمين ، فهو قد ابتلانا بهذه القنبلة التي أتلفت إحدى عيني ، وحتى أشكره بعيني السليمة .. من يدري ، ربما لو كانت لدي عينان لأرسلتهما للحرام .. ! سبحان من يعلم الخيرة لعباده .

تجاوزنا المؤمنَ هذا إلى من فقد قدمه ، كان جالساً ، يتأمل قدمه المبتورة بالكامل حتى عجيزته ، وقد تغضن وجهه لما أصابه . فلما رآنا هلل واستبشر بتعويض .. لكن العمدة أنساه مطالبه بعدة دعوات ، وتذكير بنعم الله عليه :
- للتو مررنا على من فقد نصفه كاملاً ، هل يسركَ لو كنت مكانه ؟
* لا والله .. !
- إذاً احمد الإله أن آتاكَ ما لم يؤتِ غيرك .
* صح .. صح .. ثم من يدري ، لعلها خيرة ، فغيري يملك قدمين ويستخدمها للرقص المحرم .. ! لعلك لاحظت أن النساء لم يقدرن نعمة الله أن وهبهن خصراً متناسقاً ، فاستخدمنه للاستعراض في حفلات " الدي جي " .. و" يهززن " كما صنعت ميريام فارس في كليبها الأخير لا سامحها الله .. ! أما الشباب فهم أسوأ حالاً ؛ يجتمعون في أحد استراحات الجنوب الغربي ، و " يشكشكون " على واحدة ونصف والعياذ بالله .. ثم يأتي أحدهم ويسجد ...
تدخلت أنا هذه المرة " لكنك الآن لا تملك إلا واحدة إلا ربع " !
* لا بأس .. لا بأس .. أظنها ذكرى لمن كان له قلبٌ ، سأستخدم قدمي الوحيدة لأضرب في الأرض ، وأبحث عن رزقي الحلال ، وابتعد عن " تسحيبهما " في مجالسة " الدشير " الذين ابتلي بهم كثير من الشعوب .
قالها وهو يقبل ظاهر وباطن يده اليمنى ، أم اليسرى فكانت تربت ممتنةً على عجيزته الوحيدة ، غير المكتملة .

حولت بصري عنه إلى مجموعة جدران متهاوية ، ومتكومة . تسلقتُ إحدى الزوايا بصعوبة ، لأجد أحدهم محبوساً داخل تلك الكومة في مساحة تقدر بمتر في نصف متر .. ! كان رجلاً سليماً معافى . انتبهَ لصوتي ، فرفع رأسه لي بنظرة خاوية بلا معنى .
تسلقَ العمدة وجلس بجانبي .. تأملنا المحبوسَ لفترة .. ثم سألتُ أنا :
- والحل ؟
* حل ماذا ، الرجل سليم ولا ينقصه شيء .
- هو محبوسٌ هنا ، وبحاجة لأن يتحرر .
التفت لي العمدة ، وتناول طرف شماغه ليغطي به فمه ، ثم انقلب منظر عينيه على شكل هلال مقلوب ، كعيني فلبينية بمستشفى الحرس :
- .. كـ .. كــ .. كااااااااااااك .
التفتُ للرجل المحبوس ، فرأيته يضحك هو الآخر ، وقد عجزَ - لطرافة وغباء تصريحي - عن الوقوف ، فسقط على ظهره ، ورفع قدميه في وجهي .. وقد تقطع صوته ، وبُحت ضحكاته !
انقطع حُلمي عند هذا الحد .

انتظرتُ رد معبر المنامات الذي صمت طوال وقت سردي ، احتراماً لي .. ممممم يبدو أنه قد نام ! لا .. ! الآن أسمع صوت شهيقه العميق الذي ينبئ عن حالة تفكير أعمق . بضع ثوانٍ أخر ، ثم زفر مبشراً :
- خيراً رأيت ..
* كاااااااااااااااك .
.
.

الخميس، 27 يناير 2011

حديثٌ في قبر








كان الانفصال مباغتاً ؛ ليس من السهل أن أعيش وإياكِ حياة طويلة حافلة ؛ ملئت بشقاوة الأطفال ؛ كنا نتعمد إغاظة بعضنا ونسعى لها ، نعتقد أن السعادة بيننا لن تدوم ما لم نطعم أيامنا بشيء منها ، كنا نتضايق من كثافتها ، وفي أحيانٍ أخرى نتعاهد على التقليل منها ، لكن كالعادة نعود ، ونمارس هذا الصخب ، ونستمتع به ، ثم نكرهه ، ونبرأ منه .. ثم نعود إليه بشغف أكبر !


أُجبرتُ على التوقف ! رُسمَ في طريقي خطٌ أعلن نهاية حياتي ، كانت مفاجأة غير متوقعة . تسأليني إن شعرتُ حينها بالخوف فأقول لا أدري ! هل لحقني شيء من الألم ؟ أظن أن رهبة التحول من حياة لأخرى قد ألجمت الإحساس لدي .

كان موقفاً غير مفهوم ؛ شعور غريب ؛ أشبهُ بجلوسك كضيفٍ عند أحدهم ، تقضينَ وإياه ساعاتٍ من الحديث العفوي ، يُدعى بالطعام ، تستغرقين فيه للحظات ، ثم عند نقطة -يختارها هو- يَرفعُ الأطباق من أمامك ، وينتزع كأس الماء من بين اناملك .. ! هكذا بلا سبب ! ماذا ستكون ردة فعلك ؟ غالباً لا شيء ، إن هي إلا نظرة تساؤل كبيرة مفرغة من أي إجابة محتملة .

لقد حُملَ الطعام من أمامي ، لستُ غاضباً لأجل هذا ، ولا جائعاً .. لكني مصدوم .. !


خوفٌ كبير من مجهول يبشرني بحياة صامتة ، فمنذ أُدخلتُ هذا المكان ، لم أسمع همسة . الهدوء يغيظني ، أظن حياتي معك قد جنت علي ؛ لأنها عودَتني على تداخل الأصوات ، واختلاط الدموع بالضحكات ، كنت استمتع بنشاز صراخنا الطويل ، وانفعالاتنا المباغتة ، لأني كنت أعلم أنه لدينا حل آخر ؛ وهو الابتعاد قليلاً ، كي نحظى بصمت مريح . أما الآن – هنا – فالصمت هو الخيار الأول والأخير ؛ هو المصير .

المساحةُ ضيقة ، بالكاد تسعني ؛ الحركة الوحيدة المتاحة هي الاستلقاء على ظهري ، ممدود القدمين ، لا مجال لثنيهما ! وهذا يعني أن لا فسحة لكِ أبداً ؛ أشك حتى في احتمالية إيجاد فرجةٍ لروحك حتى ، فعلاً المكان صُممَ كي يحتوي جسداً واحداً .. لا شريك له ..

أتذكر الآن النقاش حول ضرورة مشاركة الأفراح ، وأهمية التعاضد حال الأحزان ، ولازلت أذكر نقطة الاعتراض على هذا المبدأ ؛ وأن الواجب أن يعذرَ بعضنا بعضاً إن نسينا تهنئة ، أو فوتنا تعزية . كل هذا الأصوات تتردد في ذاكرتي المظلمة كظلمة المكان .


أنا مستقل تماماً ..
فكرة نظرنا له مراراً ، وجمعنا فوائدها ، وقتلناها بحثاً ، أن يعيش كلٌ حياته كما هي ؛ يمارس حقوقه ، يملك ذاته كاملة ، حتى ينجح أولاً ككائن مستقل ، لينجح بعدها كشريكِ عمر ..
الفرق أن الاستقلالية هنا لم تعد – كما في السابق- وسيلة ، بل أصبحت مآلاً وحيداً .


" أعطني حريتي .. أطلق يديا " ، أُنشدنا هذا البيت سويا ، لنستدل على حقنا في المغامرة ؛ أن نرتكب الخطيئة ، ونتعرف على قُبحها ، نسير في طريقها ونسير ، نتعذب بحوبتها ، ونصطدم بطريقها المسدود ، فنعود أدراجنا ، لنلتقي في منتصف الطريق .


" أعطني حريتي .. أطلق يديا " ، لا حرية هنا ، ويدي لها الحق في أن ترتفع لمسافة لا تزيد على 10 سنتمترات فقط ، دعك من حقي المسلوب في التقلب في مكاني كما كنت أفعل في فراشي من قبل .. !


أود أن أخبرك بعلمي بزياراتك المتكررة ، وأسمع وقعَ قدميك الصغيرتين عند مستوى رأسي ، خطواتكِ مرتبكةٌ متعثرة . بل تعرفت أذني نشيجك الخافت . كنتُ – لجهلي- أطمح بوصول قطرات دموعك إلي عبر المترين الفاصلة .. ! جربتُ الصراخ باسمك كثيراً ، كررت الصنيعَ حتى بُح صوتي ، فتحولت نداءاتي لأنين شوهَ حروف اسمك .. ! يبدو أن المكان يحمل خاصية تميزهُ ؛ فهو يخدم/يغيظ الداخل أكثر من الخارج ؛ يتكفل بإيصال الأصوات إليه ، ويمنع خروجها منه !


أتعلمين ؟ لا فرق بين حياتنا قديماً والآن ، هو مجرد قرار اتخذه القدر بالنيابة عنا ؛ كنا نناقش الاستقلالية والمشاركة والحرية ، يدس الآخرون أنوفهم ، نُقدمُ على خطوة ، فنبكي منها طويلاً/قليلاً ، ثم نحجم عن أخرى فنتحسر طويلاً/قليلاً . دائماً ما نلعب بالمنتصف ، نمارس حياة معلقة يتفرع منها أكثر من طريق . لا نجرؤ على اتخاذ قرار ، بل نقضي الأيام بالحديث تلو الحديث ، نُثبتُ خطة ، ونلغي أخرى ، رسمنا أشكالاً عدة لمستقبلنا ، حتى صارت حياتنا مثل دفتر " كشكول " ! ها قد أنقذنا أحدهم ، فأراحنا من عناء اتخاذ القرار ، وتصرفَ بحزم ، تصرفَ كمسئول ، وبقينا كما نحن – كالعادة – نمارس البكاء والتحسر .

الثلاثاء، 18 يناير 2011

يا ريـاض




تمنعت السحاب
من نباح الخطايا
من سُخف الخطاب

وقست أكثر
ببكاء منافق
بدعاء متكبر

لكن عين بهيمة
هطلت
رقت لها السحاب
وعزت
.
.

الأربعاء، 12 يناير 2011

وعـدٌ منتَظر





*
*

أعلمُ بوجودك
أشعر به
أتنفسه
أغفو على موسيقاه
أحلمُ بحمايته
أصحو على نجواه
بانتظار وعدك

سكنتَ قلبي
ولم تمس أرضي !
فبُذلَ في قدسيتكَ دمي
وضمنَ طُهركَ جسدي

همتُ بك
واشتقتُ للقياك
هناك .. هناك
في سماء لم أرها
وأحاط بها علمك

احملني إليك
بعيداً عن أرضك
بعيداً
عن شرٍ تملكَ قلوب خلقِك

احملني للسماء !
حيث الملائكة
حيث الصفاء

ثم جُد بـ فضلٍ
جُد بـماءٍ
وبـرَد
وطهٌر من خوفٍ
طهٌر من حزنٍ
وحِقد

كي أعود
ممتناً لك
كي أعود
وفياً لخليفتك !

فيُطعمَ فقير
ويأمنُ خائف
ويُعزَلُ ظالم أمِنَ النصير !

أعلمُ بوجودك
وأشعرُ به
وأتنفسه
بانتظار وعدِك

*
*

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More