الخميس، 14 يوليو 2011

صناعة الكوابيس




هذا استقراء بسيط لتاريخ صناعة الكوابيس التي عاشها وما زال يعيشها مجتمعنا السعودي مع كل خطوة تنموية.
وسبب البحث هذا هو كثافة المواضيع التي تخلق الكوابيس عند كل خطوة تنموية بحجة الحرص الزائد وأنه من كمال غيرة المسلم !
تعريف الكابوس في هذا الموضوع :
التغريب ومنه : فساد الأمة وانحلالها ، والتعري ,, الخ !
تعريف صناع الكوابيس :
هي الخطابات الإسلامية الرافضة أو المستنكرة لبعض الخطوات التنموية ، بحجة الخوف من "رياح التغريب".
.
أمثلة لصناعة الكوابيس قديمًا ، وحتى وقتنا الحاضر
[1]
الخطة التنموية : تدريس الفتيات الجغرافيا والحساب
الكابوس : " تعليم المرأة على هذه الصفة مصيبة وخطر عظيم على مجتمعنا " .
يقول الشبخ عبدالله سليمان الحميد رحمه الله في كتاب ( الدرر السنية في الأجوبة النجدية ص.80 ) :
( أيها المسلمون: يا أهل الغيرة والأنفة، اسمعوا لهذا التصريح الشنيع الذي يقصد منه.. مجاراة الأمم المنحلة في تعليم بناتكم الحساب والهندسة والجغرافيا، ما للنساء وهذه العلوم، تضاف إلى ما يزيد عن أحد عشر درساً غالباً لا فائدة فيها، إنها لمصيبة وخطر على مجتمعنا.)
التعليق :
نلاحظ أن "المصيبة" كابوس لا وجود له في وقتنا الحاضر
فأخواتنا قد درسن الحساب والفيزياء والكيمياء والطب
ولم يربط أحد - لا باحث ولا عالم شرعي معاصر - بين أسباب الانحلال وبين دراسة تلك العلوم !
.
[2]
(هنا كابوس مزدوج)
أ. المنهج التعليمي : تدريس الفتيات الأدب الإنجليزي
الكابوس : هذه العلوم خطر على عفاف الفتيات ، وهو من وسائل تغريب الفتاة السعودية !
يقول الشيخ ناصر العمر - حفظه الله - في كتابه ( بناتنا بين التغريب والعفاف ،صفحة 23) :
(ماذا نرجو من فتاة تعيش خمس سنوات تتعلم الأدب الإنجليزي ، وقصص شكسبير ، وقصص الحب والغرام ؟ ماذا تتوقعون أن تتخرج الفتاة بعد ذلك ؟ )
التعليق :
الخوف على أخلاق الفتاة من تعلم الأدب الإنجليزي هو كابوس آخر ؛ فالتخصص لا يعلم الفتاة كيف تحب بالطريقة الشكسبيرية
وإنما يعلمها تذوق الأدب
يعلمها النظريات النقدية الحديثة التي تساعدها في فهم النصوص
ولقداستيقظ الشعب من كابوسك بعد سنين ، ولم يربط أحدهم - لا باحث ولا طالب علم شرعي - بين الأدب الإنجليزي والفساد الأخلاقي .
ثم لماذا -يا شيخنا- تخشى من تعلم الفتاة للأدب الإنجليزي دون الشاب ؟
،،،
بـ. الخطوة التنموية : الابتعاث
الكابوس : الابتعاث جر وسيجر على أمتنا الويلات !
يقول الشيخ ناصر العمر أيضًا في كتابه السابق صفحة 24 :
(إذا كان الابتعاث غرب كثيرًا من أبنائنا،فكيف تتصورون ببناتنا ؟ لقد جر الابتعاث على أمتنا الويلات ، حتى أصبحنا نرى هياكل نعرفها ، ومخابر أجنبية عنا )
التعليق :
يجمع الكثير على أن الابتعاث له فضل كبير في تحسن مستوى عقليات كثير من شباببنا وفتياتنا ؛
فلقد أصبح شبابنا أكثر انفتاحًا على الرأي الآخر ، وأكثر مرونة حال النقاش .
وأقل تعصبًا للرأي الشخصي
بل صدق أو لا تصدق
لقد أصبح بعضهم أكثر تمسكًا بدينه
والسبب هو رؤيته للجانب الآخر من الأرض
بما فيه من أديان وحضارات أخرى جعلته أكثر إيمانًا بما يملك .
أما ما تراه من انتكاس حال بعضهم
فهو بسبب التربية المنزلية ، لا أكثر ولا أقل .
.
[3]
خطوة إدارية جديدة : دمج الرئاسة العامة لتعليم البنات مع وزارة المعارف.
الكابوس : هذا بداية الاختلاط في المدارس !
يقول الشيخ محمد الهبدان في خطبته بعيد الدمج والتي كانت بعنوان " شهيدة العصر " :
(في مساء العاشر من شهر الله المحرم ...
يوم عاشوراء ..
وبينما الناس على موائد الإفطار ..
صكت أسماعهم أنباء ذلك الهول العظيم ..
والمصاب الأطم ..
فكدرت على الناس فرحتهم .. بصومهم وفطرهم ...
وبقي الكثير من الرجال والنساء ...
في دهماء عمياء ... بين مصدق .. ومكذب ... ومرتاب ..
ماذا يقال حقيقة أم أنني *** في بحر أحلامي أخوض وأمخر ..
وبات الناس ...
بات الناس يدوكون ليلتهم ..
أحقا؟ .. قضي على الرئاسة العامة لتعليم البنات ..
وتبادلوا رسائل الحزن والعزاء ..
أحسن الله عزائكم .. وجبر مصابكم في الرئاسة ..
توفيت هذه الليلة الرئاسة العامة لتعليم البنات ..
عن عمر يناهز الثانية والأربعين سنة ..
فإنا لله وإنا إليه راجعون ..
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
بكى الكثير .. وحزن الصغير والكبير .. وفزع الجم الغفير ...
وأقسم أناس ... أنهم ما باتوا تلك الليلة .. ولا لذ لهم غمض ..
وحلف آخرون .. أنهم باتوا طاوين .. لم يذوقوا على الافطار غير تمرات .. حتى نهارهم التالي ..
وحق لهم ...
إي وربي حق لهم ..
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة *** حتى المنابر ترثي وهي عيدان ..
لمثل هذا يذوب القلب من كمد *** إن كان في القلب إسلام وإيمان ..)
إلى أن يقول :
( وأسندوها لأناس لا تبرأ بهم ذمة )
.
التعليق :
استيقظ بعد فترة عشرات الآلاف من المسلمين من هذا الكابوس بعد ما علموا أنها مجرد دمج إداري لا علاقة له بالاختلاط في المدارس .
والمحصلة : خطبة جمعة ، أفسدت على الناس روحانية اليوم ، وجيشت الشعب ، ووجهته لقتال اللاشيء !

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More