الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

عـ ... يــ .. د



- بكرة عيد
= أعلنوه رسمي ؟

- ايه الخضيري " قزه "

= والشيعة ؟

- قلعتهم

= والفلكيين ؟

- قلعتهم بعد

= الرؤية ما تحتمل معنى العلم ؟

- لا ، لأنه يقول لك " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته "
= ايه والله إنك صادق .
وديت ثوبك للمغسلة ؟
- بوديه بس بعد ما أحلق

= ايه الله ياخذهم مدبلين الأسعار

- السكسوكة بعشرين !

= واللحية بعشرة !

- ياحظ المطاوعة بس

= ترى المغسلة زحمة !

- مغسلة السيارات ولا الملابس ؟

= كلهم

- الله يستر

= كيف شغل الخياط

- يمشي الحال

= عساه ما طمع فيك ؟

- بدري عليه !

= ومتى بتنام الليلة ؟

- والله مدري ، بس جوعان !

= هات لك سندوتشات

- شوي مو الحين

= ترراه بيسكر بدري لا تحسب انك برمضان !

- ايه والله صادق !

= طيب نجيب سندوتشات ايش ؟

- ما ودك بكبسة ؟

= معاك

- طيب خله شوي تونا مفطرين

= تراهم بيسكرون .. لا تحسب إنك برمضان !

- ايه والله صادق !

= متى بيجون الرجال بكرة ؟

- من عقب صلاة العيد لين ثمان ولا تسع

= ونرقد عقبها ؟

- بس نصحى العصر يمكن يجون رجال

= مو تقول لين تسع ؟

- فيه فلان ما يجي الا العصر

= ايه والله انك صادق

- يعني ما فيه نوم الحين

= بتصلي العيد

- استغفر الله أكيد

= وأنا بعد

- عند أي جامع ؟

= فلان خطبته ما تطوّل

- فلان خطبته زينة

= معاك

- وراك ما حلقت للحين ؟

= حتى أنت ما حلقت !

- زحمة

= ايه والله إنك صادق

- القناة الأولى ما غيروا أغنية " فرحة فرحة " للحين ؟

= ليه يغيرونها ؟

- أبو نورة ما سوى وحدة جديدة ؟

= يمكن ما عجبتهم !

- يمكن ما سوى أصلاً !
- يمكن !

= خوجة يهنئ مين ؟

- الشعب

= والشعب فرحانين ؟

- أكيد !

= أنت فرحان ؟

- ايه بس أبغى أحلق

= لكن زحمة

- أكيد !

= يعني الشعب ما حلق ؟

- أكيدين !

= وخوجة محلق ؟
- ما يبيلها
= عقالي ضيق شوي

- وليه شريت عقال ؟

= مو تقول بيجون رجال بكرة
؟
- رجال الصبح الين 9
!
= وفلان يجي العصر
!
- والله إنك صادق !

= وش قاعد يسوي بشار ؟

- شكله خايف

= يعني ما حلق ؟

- يمكن زحمة

= أنت تكرهه ؟

- أكيد !

= يعني فرحان ؟

- ايه بس أبغى أحلق

= لكن زحمة

- من جد زحمة

= ترى أقرفونا هالبزران بالطرطعانات !

- لأنهم فرحانين

= يعني حلقوا ؟

- ايه أكيد !

= يعني ما فيه زحمة

- أجل شلون حلقوا ؟

= ايه والله إنك صادق . 

 

الاثنين، 22 أغسطس 2011

فتنة القهوة













متى تعفيني من ثرثرتك يا زميل ؟
نصائحك التي تصبّها على رأسي في مقهى الجامعة كل يوم دراسي ، أعتبرها - بحسن نية - حرصاً على صحتي . مضطرٌ لأن أراها كذلك ، حتى تظل جالساً أمامي ، وأحافظ على إبقاء لسانك في حالة نشطة ؛ حتى يملأ الفراغ الذي بيني وبينك بعدد لا نهائي من شتى العبارات والمشاعر . سأعترف بأن نيتك حسنة يا زميل ، المهم أن تحافظ على شفتيك تتحركان ، وألا تفقدا وظيفتهما الأمنية في حبس الكلمات الآبقة وغير المفيدة . مالك فقدت شفتيك هذا الصباح ؟ لا داعي الآن لكل تحذيراتك يا زميل ، ها هو عامل المحل يقدم لي القهوة بلطف قائلاً :" تفضل يا أستاز " .
هل تعلم كم تكبد هذا العامل قبل أن يقدم لي هذا الفنجان ؟ أنظر لعينيه ، وتأمل سحابة العناء الغائمة التي تحلق على امتداد حاجبيه ، ماذا ترى ؟ دعني أقول لك ماذا أرى ؛ إني لا أرى ، إني أشم رائحة تعجز جميع وسائلك التشويهية في مقاومة مدها !قل ما تشاء يا زميل، حدثني عن فتنة البن الغامق وتحميصه الذي يكسبه حامض "النيكوتنيك" ، والذي سيغار من الوسط المعدي الحامضي ، ويعتركا معاً حتى يخلّفا "قرحة" .
واصل حديثك بما تشاء يا زميل .. ولاسترق النظر للقناة الإخبارية التي تعرض مقابلة قديمة مع وجهٍ لا ملامح له، وجهٍ ممتلئ بسجون وأقبية تنادي وتئن .وجه ارتكب المئات من جرائم القتل والسطو والخيانة . انظر ماذا حل به الآن ؟ تداعت كل تلك السجون ، وخفت الأنين ، وجفت الدماء من وجهه .. واستُبدل عينين يتأمل بهما بؤس مصيره ، وأذنين يلتقط بهما همسات التشفي والتهديد . سيقضم وأولاده خبزاً جافاً ، سيدركون أنه لم يكن يستحق تلك القيمة التي امتصت الفقراء . ثم انظر لاتفاق المخرج مع كل ما أفكر به ، ونقله مشهد المقابلة إلى جلسة المحاكمة وقضبانها ، وارتعاش نبرة كل منهم وهو يردد : " موقود " .
استيقظت تدريجياً من تأملاتي في اللقطات المعروضة ، وتحول ناظري إلى الكرسي الوثير المنصوب أمام شاشة التلفاز الكبيرة ، والذي يجلس عليه ذات العامل . كان مولياً ظهره لنا ، ولا يبدو منه غير مؤخر رأسه المائل قليلاً لكتفه الأيمن ، فيما بدا أثر شمسنا على رقبته السمراء المحمرّة ، وقدمه اليمنى قد ألقاها على قدمه اليسرى بتكاسل ، وتبدّى لي حذائه فقط ، والذي بليت أطرافه من طول ساعات العمل . يبدو نائماً ، وربما كان يتابع ما تابعتُ بتركيز أعمق ، وفخر أكبر .
تناولت قهوتي والمعلومات ما زالت تهطل عن علاقة القهوة بتسارع النبض ، وبالصداع الناتج عن ارتفاع ضغط الدم ، والأرق والهذيان والتوتر وتشنج العضلات والغثيان .. متى تعفيني من ثرثرتك يا زميل ؟