متى تعفيني من ثرثرتك يا زميل ؟
نصائحك التي تصبّها على رأسي في مقهى الجامعة كل يوم دراسي ، أعتبرها - بحسن نية - حرصاً على صحتي . مضطرٌ لأن أراها كذلك ، حتى تظل جالساً أمامي ، وأحافظ على إبقاء لسانك في حالة نشطة ؛ حتى يملأ الفراغ الذي بيني وبينك بعدد لا نهائي من شتى العبارات والمشاعر . سأعترف بأن نيتك حسنة يا زميل ، المهم أن تحافظ على شفتيك تتحركان ، وألا تفقدا وظيفتهما الأمنية في حبس الكلمات الآبقة وغير المفيدة . مالك فقدت شفتيك هذا الصباح ؟ لا داعي الآن لكل تحذيراتك يا زميل ، ها هو عامل المحل يقدم لي القهوة بلطف قائلاً :" تفضل يا أستاز " .
هل تعلم كم تكبد هذا العامل قبل أن يقدم لي هذا الفنجان ؟ أنظر لعينيه ، وتأمل سحابة العناء الغائمة التي تحلق على امتداد حاجبيه ، ماذا ترى ؟ دعني أقول لك ماذا أرى ؛ إني لا أرى ، إني أشم رائحة تعجز جميع وسائلك التشويهية في مقاومة مدها !قل ما تشاء يا زميل، حدثني عن فتنة البن الغامق وتحميصه الذي يكسبه حامض "النيكوتنيك" ، والذي سيغار من الوسط المعدي الحامضي ، ويعتركا معاً حتى يخلّفا "قرحة" .
واصل حديثك بما تشاء يا زميل .. ولاسترق النظر للقناة الإخبارية التي تعرض مقابلة قديمة مع وجهٍ لا ملامح له، وجهٍ ممتلئ بسجون وأقبية تنادي وتئن .وجه ارتكب المئات من جرائم القتل والسطو والخيانة . انظر ماذا حل به الآن ؟ تداعت كل تلك السجون ، وخفت الأنين ، وجفت الدماء من وجهه .. واستُبدل عينين يتأمل بهما بؤس مصيره ، وأذنين يلتقط بهما همسات التشفي والتهديد . سيقضم وأولاده خبزاً جافاً ، سيدركون أنه لم يكن يستحق تلك القيمة التي امتصت الفقراء . ثم انظر لاتفاق المخرج مع كل ما أفكر به ، ونقله مشهد المقابلة إلى جلسة المحاكمة وقضبانها ، وارتعاش نبرة كل منهم وهو يردد : " موقود " .
استيقظت تدريجياً من تأملاتي في اللقطات المعروضة ، وتحول ناظري إلى الكرسي الوثير المنصوب أمام شاشة التلفاز الكبيرة ، والذي يجلس عليه ذات العامل . كان مولياً ظهره لنا ، ولا يبدو منه غير مؤخر رأسه المائل قليلاً لكتفه الأيمن ، فيما بدا أثر شمسنا على رقبته السمراء المحمرّة ، وقدمه اليمنى قد ألقاها على قدمه اليسرى بتكاسل ، وتبدّى لي حذائه فقط ، والذي بليت أطرافه من طول ساعات العمل . يبدو نائماً ، وربما كان يتابع ما تابعتُ بتركيز أعمق ، وفخر أكبر .
تناولت قهوتي والمعلومات ما زالت تهطل عن علاقة القهوة بتسارع النبض ، وبالصداع الناتج عن ارتفاع ضغط الدم ، والأرق والهذيان والتوتر وتشنج العضلات والغثيان .. متى تعفيني من ثرثرتك يا زميل ؟
نصائحك التي تصبّها على رأسي في مقهى الجامعة كل يوم دراسي ، أعتبرها - بحسن نية - حرصاً على صحتي . مضطرٌ لأن أراها كذلك ، حتى تظل جالساً أمامي ، وأحافظ على إبقاء لسانك في حالة نشطة ؛ حتى يملأ الفراغ الذي بيني وبينك بعدد لا نهائي من شتى العبارات والمشاعر . سأعترف بأن نيتك حسنة يا زميل ، المهم أن تحافظ على شفتيك تتحركان ، وألا تفقدا وظيفتهما الأمنية في حبس الكلمات الآبقة وغير المفيدة . مالك فقدت شفتيك هذا الصباح ؟ لا داعي الآن لكل تحذيراتك يا زميل ، ها هو عامل المحل يقدم لي القهوة بلطف قائلاً :" تفضل يا أستاز " .
هل تعلم كم تكبد هذا العامل قبل أن يقدم لي هذا الفنجان ؟ أنظر لعينيه ، وتأمل سحابة العناء الغائمة التي تحلق على امتداد حاجبيه ، ماذا ترى ؟ دعني أقول لك ماذا أرى ؛ إني لا أرى ، إني أشم رائحة تعجز جميع وسائلك التشويهية في مقاومة مدها !قل ما تشاء يا زميل، حدثني عن فتنة البن الغامق وتحميصه الذي يكسبه حامض "النيكوتنيك" ، والذي سيغار من الوسط المعدي الحامضي ، ويعتركا معاً حتى يخلّفا "قرحة" .
واصل حديثك بما تشاء يا زميل .. ولاسترق النظر للقناة الإخبارية التي تعرض مقابلة قديمة مع وجهٍ لا ملامح له، وجهٍ ممتلئ بسجون وأقبية تنادي وتئن .وجه ارتكب المئات من جرائم القتل والسطو والخيانة . انظر ماذا حل به الآن ؟ تداعت كل تلك السجون ، وخفت الأنين ، وجفت الدماء من وجهه .. واستُبدل عينين يتأمل بهما بؤس مصيره ، وأذنين يلتقط بهما همسات التشفي والتهديد . سيقضم وأولاده خبزاً جافاً ، سيدركون أنه لم يكن يستحق تلك القيمة التي امتصت الفقراء . ثم انظر لاتفاق المخرج مع كل ما أفكر به ، ونقله مشهد المقابلة إلى جلسة المحاكمة وقضبانها ، وارتعاش نبرة كل منهم وهو يردد : " موقود " .
استيقظت تدريجياً من تأملاتي في اللقطات المعروضة ، وتحول ناظري إلى الكرسي الوثير المنصوب أمام شاشة التلفاز الكبيرة ، والذي يجلس عليه ذات العامل . كان مولياً ظهره لنا ، ولا يبدو منه غير مؤخر رأسه المائل قليلاً لكتفه الأيمن ، فيما بدا أثر شمسنا على رقبته السمراء المحمرّة ، وقدمه اليمنى قد ألقاها على قدمه اليسرى بتكاسل ، وتبدّى لي حذائه فقط ، والذي بليت أطرافه من طول ساعات العمل . يبدو نائماً ، وربما كان يتابع ما تابعتُ بتركيز أعمق ، وفخر أكبر .
تناولت قهوتي والمعلومات ما زالت تهطل عن علاقة القهوة بتسارع النبض ، وبالصداع الناتج عن ارتفاع ضغط الدم ، والأرق والهذيان والتوتر وتشنج العضلات والغثيان .. متى تعفيني من ثرثرتك يا زميل ؟
3 التعليقات:
تنظيف المنازل بالرياض
نقل الاثاث
نقل اثاث بالرياض
نقل العفش بالرياض
تخزين اثاث بالرياض
تنظيف بالرياض
تنظيف شقق بالرياض
شركات تنظيف موكيت بالرياض
تنظيف خزانات بالرياض
تنظيف فلل بالرياض
تنظيف مجالس بالرياض
تنظيف موكيت بالرياض
تنظيف كنب بالرياض
تنظيف بيوت بالرياض
تنظيف منازل بالخرج
مكافحة حشرات بالرياض
رش مبيدات بالرياض
شركة تنظيف بالرياض
شركة تنظيف فلل بالرياض
شركة تنظيف شقق بالرياض
شركة تنظيف منازل بالرياض
شركة تنظيف خزانات بالرياض
شركة رش مبيدات بالرياض
شركة مكافحة حشرات بالرياض
شركة مكافحة النمل الابيض بالرياض
شركة نقل اثاث بالرياض
شركة نقل عفش بالرياض
شركة مكافحة حشرات بجازان
شركة رش مبيدات بالدمام
شركة مكافحة حشرات بالدمام
شركة تنظيف شقق بالدمام
شركة تنظيف فلل بالدمام
شركة رش مبيدات بالخبر
شركة مكافحة حشرات بالخبر
شركة تنظيف شقق بالخبر
شركة تسليك مجارى بالدمام
شركة تنظيف بالدمام
شركة تنظيف خزانات بالدمام
شركة رش دفان بالدمام
شركة عزل اسطح بالدمام
شركة عزل خزانات بالدمام
شركة مكافحة النمل الابيض بالدمام
شركة مكافحة النمل الابيض
شركة تنظيف واجهات زجاج بالدمام
إرسال تعليق