.
.
آهٍ يا2011 .. ! زحفُكَ عاصفٌ ، أتخمتَ أوقاتنا بما لم نتوقع ، فأشهدتنا على تهاوي برجين عتيدين ، واغتصاب عروسٍ حجازيةٍ فاتنة . سخِرتَ من توقعاتنا السياسية ، وما زلتَ .. ! صنعتَ منا "فلاسفة" الزمان ، فاختلطت سطورنا ، وتداخلت أصواتنا ، محللة ، وناسجةَ للحلول والرؤى .
ليس هذا فحسب ، يا 2011 ، فبعد أن أشعلتَ قاعاتِ الضيافةِ الملكية ، وشاغبتَ في ميادين الغضب ، وانجرفتَ مع سيول الفساد ، انتهيتَ إلى مغازلة عقلي الباطن بملايين الرسائل الإيحائية .. !
فها أنا ذا بسببك قابضٌ على سماعة هاتفي ، منصتٌ لرنينٍ متقطع ، انتظر تحية الإسلام من معبر المنامات ، لأقصصَ عليه حُلمي المتكرر الغريب ، الغريبُ في تناقضه ؛ فهو كابوسٌ دموي من جهة ، وطريفٌ لكمِ التفاؤل الذي يحمله من جهة أخرى :
رأيتُ فيما يرى النائم ، أن قنبلةً انفجرت بإحدى المدن ، وخلفت نتيجةً كارثية لم أعلم حجمها حتى زرتها برفقة العمدة . لم تكن لي وظيفة معينة معروفة في هذا الحلم . كانت المدينة من بعيد أشبه بطبق شكشوكة ناضج .. ! امتزجتِ الجسور المتهالكة بالسيارات ، والمباني بقاطنيها ، حتى لم نعد نفرق بين لون ورائحة الحياة من غيرها ..
دخلنا مركز المدينة بسيارتنا ، نتفقد المآل . تنبهنا على أنينٍ جماعيٍ يصدر من الجهة الشرقية ، أدرنا المقود ، ثم زدنا قوة الإضاءة كي تخترق العاصفة الترابية حولنا . الآن على مد بصري ، يرقد مجموعة من سكان المدينة ، مصابين بشدة .. ! فهذا قد فقد عيناً ، وذاك قدمٌ بكاملها ، وهذا قد شُلَ حتى لم يعد يستطيع تحريك رأسه .. اقتربنا منهم ، والعمدة يردد جملة " لا باس لا باس .. الأمور بتزين " ..
رفع العمدة ثوبه ليجلسَ عند من فقئت عينه . ربت على رأسه :
- أنت بنعمة عظيمة ، لديك عينٌ كاملة ، بينما غيرك قد فقد عينين اثنتين .
* ايه والله .. ! الحمد الله .. الحمد الله أن جعلتني أفضل حالاً من غيري ممن ذهبت حياتهم وحياة عائلاتهم .. طـ .. طـ .. طيب ما فيه إمكانية تعوضني عن عيني ؟
- لا.
* أجل الحمد الله .. الحمد الله .. والله إني بنعمة .. عين كاملة مدورة وسليمة وذات جفن ، ورموش لم ينقص منها رمشاً واحداً ، أنظر بها كما أشاء .. ! الحمد الله .. ثم إن هذا يبدو وكأنه درس من رب العالمين ، فهو قد ابتلانا بهذه القنبلة التي أتلفت إحدى عيني ، وحتى أشكره بعيني السليمة .. من يدري ، ربما لو كانت لدي عينان لأرسلتهما للحرام .. ! سبحان من يعلم الخيرة لعباده .
تجاوزنا المؤمنَ هذا إلى من فقد قدمه ، كان جالساً ، يتأمل قدمه المبتورة بالكامل حتى عجيزته ، وقد تغضن وجهه لما أصابه . فلما رآنا هلل واستبشر بتعويض .. لكن العمدة أنساه مطالبه بعدة دعوات ، وتذكير بنعم الله عليه :
- للتو مررنا على من فقد نصفه كاملاً ، هل يسركَ لو كنت مكانه ؟
* لا والله .. !
- إذاً احمد الإله أن آتاكَ ما لم يؤتِ غيرك .
* صح .. صح .. ثم من يدري ، لعلها خيرة ، فغيري يملك قدمين ويستخدمها للرقص المحرم .. ! لعلك لاحظت أن النساء لم يقدرن نعمة الله أن وهبهن خصراً متناسقاً ، فاستخدمنه للاستعراض في حفلات " الدي جي " .. و" يهززن " كما صنعت ميريام فارس في كليبها الأخير لا سامحها الله .. ! أما الشباب فهم أسوأ حالاً ؛ يجتمعون في أحد استراحات الجنوب الغربي ، و " يشكشكون " على واحدة ونصف والعياذ بالله .. ثم يأتي أحدهم ويسجد ...
تدخلت أنا هذه المرة " لكنك الآن لا تملك إلا واحدة إلا ربع " !
* لا بأس .. لا بأس .. أظنها ذكرى لمن كان له قلبٌ ، سأستخدم قدمي الوحيدة لأضرب في الأرض ، وأبحث عن رزقي الحلال ، وابتعد عن " تسحيبهما " في مجالسة " الدشير " الذين ابتلي بهم كثير من الشعوب .
قالها وهو يقبل ظاهر وباطن يده اليمنى ، أم اليسرى فكانت تربت ممتنةً على عجيزته الوحيدة ، غير المكتملة .
حولت بصري عنه إلى مجموعة جدران متهاوية ، ومتكومة . تسلقتُ إحدى الزوايا بصعوبة ، لأجد أحدهم محبوساً داخل تلك الكومة في مساحة تقدر بمتر في نصف متر .. ! كان رجلاً سليماً معافى . انتبهَ لصوتي ، فرفع رأسه لي بنظرة خاوية بلا معنى .
تسلقَ العمدة وجلس بجانبي .. تأملنا المحبوسَ لفترة .. ثم سألتُ أنا :
- والحل ؟
* حل ماذا ، الرجل سليم ولا ينقصه شيء .
- هو محبوسٌ هنا ، وبحاجة لأن يتحرر .
التفت لي العمدة ، وتناول طرف شماغه ليغطي به فمه ، ثم انقلب منظر عينيه على شكل هلال مقلوب ، كعيني فلبينية بمستشفى الحرس :
- .. كـ .. كــ .. كااااااااااااك .
التفتُ للرجل المحبوس ، فرأيته يضحك هو الآخر ، وقد عجزَ - لطرافة وغباء تصريحي - عن الوقوف ، فسقط على ظهره ، ورفع قدميه في وجهي .. وقد تقطع صوته ، وبُحت ضحكاته !
انقطع حُلمي عند هذا الحد .
انتظرتُ رد معبر المنامات الذي صمت طوال وقت سردي ، احتراماً لي .. ممممم يبدو أنه قد نام ! لا .. ! الآن أسمع صوت شهيقه العميق الذي ينبئ عن حالة تفكير أعمق . بضع ثوانٍ أخر ، ثم زفر مبشراً :
- خيراً رأيت ..
* كاااااااااااااااك .
.
.
.
آهٍ يا2011 .. ! زحفُكَ عاصفٌ ، أتخمتَ أوقاتنا بما لم نتوقع ، فأشهدتنا على تهاوي برجين عتيدين ، واغتصاب عروسٍ حجازيةٍ فاتنة . سخِرتَ من توقعاتنا السياسية ، وما زلتَ .. ! صنعتَ منا "فلاسفة" الزمان ، فاختلطت سطورنا ، وتداخلت أصواتنا ، محللة ، وناسجةَ للحلول والرؤى .
ليس هذا فحسب ، يا 2011 ، فبعد أن أشعلتَ قاعاتِ الضيافةِ الملكية ، وشاغبتَ في ميادين الغضب ، وانجرفتَ مع سيول الفساد ، انتهيتَ إلى مغازلة عقلي الباطن بملايين الرسائل الإيحائية .. !
فها أنا ذا بسببك قابضٌ على سماعة هاتفي ، منصتٌ لرنينٍ متقطع ، انتظر تحية الإسلام من معبر المنامات ، لأقصصَ عليه حُلمي المتكرر الغريب ، الغريبُ في تناقضه ؛ فهو كابوسٌ دموي من جهة ، وطريفٌ لكمِ التفاؤل الذي يحمله من جهة أخرى :
رأيتُ فيما يرى النائم ، أن قنبلةً انفجرت بإحدى المدن ، وخلفت نتيجةً كارثية لم أعلم حجمها حتى زرتها برفقة العمدة . لم تكن لي وظيفة معينة معروفة في هذا الحلم . كانت المدينة من بعيد أشبه بطبق شكشوكة ناضج .. ! امتزجتِ الجسور المتهالكة بالسيارات ، والمباني بقاطنيها ، حتى لم نعد نفرق بين لون ورائحة الحياة من غيرها ..
دخلنا مركز المدينة بسيارتنا ، نتفقد المآل . تنبهنا على أنينٍ جماعيٍ يصدر من الجهة الشرقية ، أدرنا المقود ، ثم زدنا قوة الإضاءة كي تخترق العاصفة الترابية حولنا . الآن على مد بصري ، يرقد مجموعة من سكان المدينة ، مصابين بشدة .. ! فهذا قد فقد عيناً ، وذاك قدمٌ بكاملها ، وهذا قد شُلَ حتى لم يعد يستطيع تحريك رأسه .. اقتربنا منهم ، والعمدة يردد جملة " لا باس لا باس .. الأمور بتزين " ..
رفع العمدة ثوبه ليجلسَ عند من فقئت عينه . ربت على رأسه :
- أنت بنعمة عظيمة ، لديك عينٌ كاملة ، بينما غيرك قد فقد عينين اثنتين .
* ايه والله .. ! الحمد الله .. الحمد الله أن جعلتني أفضل حالاً من غيري ممن ذهبت حياتهم وحياة عائلاتهم .. طـ .. طـ .. طيب ما فيه إمكانية تعوضني عن عيني ؟
- لا.
* أجل الحمد الله .. الحمد الله .. والله إني بنعمة .. عين كاملة مدورة وسليمة وذات جفن ، ورموش لم ينقص منها رمشاً واحداً ، أنظر بها كما أشاء .. ! الحمد الله .. ثم إن هذا يبدو وكأنه درس من رب العالمين ، فهو قد ابتلانا بهذه القنبلة التي أتلفت إحدى عيني ، وحتى أشكره بعيني السليمة .. من يدري ، ربما لو كانت لدي عينان لأرسلتهما للحرام .. ! سبحان من يعلم الخيرة لعباده .
تجاوزنا المؤمنَ هذا إلى من فقد قدمه ، كان جالساً ، يتأمل قدمه المبتورة بالكامل حتى عجيزته ، وقد تغضن وجهه لما أصابه . فلما رآنا هلل واستبشر بتعويض .. لكن العمدة أنساه مطالبه بعدة دعوات ، وتذكير بنعم الله عليه :
- للتو مررنا على من فقد نصفه كاملاً ، هل يسركَ لو كنت مكانه ؟
* لا والله .. !
- إذاً احمد الإله أن آتاكَ ما لم يؤتِ غيرك .
* صح .. صح .. ثم من يدري ، لعلها خيرة ، فغيري يملك قدمين ويستخدمها للرقص المحرم .. ! لعلك لاحظت أن النساء لم يقدرن نعمة الله أن وهبهن خصراً متناسقاً ، فاستخدمنه للاستعراض في حفلات " الدي جي " .. و" يهززن " كما صنعت ميريام فارس في كليبها الأخير لا سامحها الله .. ! أما الشباب فهم أسوأ حالاً ؛ يجتمعون في أحد استراحات الجنوب الغربي ، و " يشكشكون " على واحدة ونصف والعياذ بالله .. ثم يأتي أحدهم ويسجد ...
تدخلت أنا هذه المرة " لكنك الآن لا تملك إلا واحدة إلا ربع " !
* لا بأس .. لا بأس .. أظنها ذكرى لمن كان له قلبٌ ، سأستخدم قدمي الوحيدة لأضرب في الأرض ، وأبحث عن رزقي الحلال ، وابتعد عن " تسحيبهما " في مجالسة " الدشير " الذين ابتلي بهم كثير من الشعوب .
قالها وهو يقبل ظاهر وباطن يده اليمنى ، أم اليسرى فكانت تربت ممتنةً على عجيزته الوحيدة ، غير المكتملة .
حولت بصري عنه إلى مجموعة جدران متهاوية ، ومتكومة . تسلقتُ إحدى الزوايا بصعوبة ، لأجد أحدهم محبوساً داخل تلك الكومة في مساحة تقدر بمتر في نصف متر .. ! كان رجلاً سليماً معافى . انتبهَ لصوتي ، فرفع رأسه لي بنظرة خاوية بلا معنى .
تسلقَ العمدة وجلس بجانبي .. تأملنا المحبوسَ لفترة .. ثم سألتُ أنا :
- والحل ؟
* حل ماذا ، الرجل سليم ولا ينقصه شيء .
- هو محبوسٌ هنا ، وبحاجة لأن يتحرر .
التفت لي العمدة ، وتناول طرف شماغه ليغطي به فمه ، ثم انقلب منظر عينيه على شكل هلال مقلوب ، كعيني فلبينية بمستشفى الحرس :
- .. كـ .. كــ .. كااااااااااااك .
التفتُ للرجل المحبوس ، فرأيته يضحك هو الآخر ، وقد عجزَ - لطرافة وغباء تصريحي - عن الوقوف ، فسقط على ظهره ، ورفع قدميه في وجهي .. وقد تقطع صوته ، وبُحت ضحكاته !
انقطع حُلمي عند هذا الحد .
انتظرتُ رد معبر المنامات الذي صمت طوال وقت سردي ، احتراماً لي .. ممممم يبدو أنه قد نام ! لا .. ! الآن أسمع صوت شهيقه العميق الذي ينبئ عن حالة تفكير أعمق . بضع ثوانٍ أخر ، ثم زفر مبشراً :
- خيراً رأيت ..
* كاااااااااااااااك .
.
.
2 التعليقات:
شركة تنظيف بالرياض
شركة تنظيف فلل بالرياض
شركة تنظيف شقق بالرياض
شركة تنظيف منازل بالرياض
شركة تنظيف خزانات بالرياض
شركة رش مبيدات بالرياض
شركة مكافحة حشرات بالرياض
شركة مكافحة النمل الابيض بالرياض
شركة نقل اثاث بالرياض
شركة نقل عفش بالرياض
شركة مكافحة حشرات بجازان
شركة تنظيف بالرياض
شركة تنظيف فلل بالرياض
شركة تنظيف شقق بالرياض
شركة تنظيف منازل بالرياض
شركة تنظيف خزانات بالرياض
شركة رش مبيدات بالرياض
شركة مكافحة حشرات بالرياض
شركة مكافحة النمل الابيض بالرياض
شركة نقل اثاث بالرياض
شركة نقل عفش بالرياض
شركة مكافحة حشرات بجازان
إرسال تعليق